إبنك علي مزاجك

إبنك علي مزاجك

بنحب أولادنا؟ أكيد الاجابة طبعا بنحبهم جدا ،طيب ليه بنزعل منهم وعليهم كتير ؟ وليه في كتير من الاحيان بنشعر أننا مش عارفين نتعامل معاهم ؟ أو بمعني أخر مش عارفين نربيهم زي ما أحنا عايزين؟ واننا كنا متوقعين أشخاص مختلفين عن اللي احنا شايفنهم دلوقتي؟ دي كلها أسئلة تعالوا نعرف اسبابها واجابتها.

إبنك جزء منك أغلي ما لديك في هذا العالم وهبه الله لك لكي يكون سببا مباشرا في سعادتك في الدنيا والآخرة ولكن لازم تعرف أنه ليس سيارة تملكها بحسب الموديل الذي تفضله او ملابس تختارها علي زوقك ومقاسك كيفما تشاء، بل لابد أن تتقبل أبنك كما هو، حيث أنه عطاء الله لك، بشرا كاملا له عقله المستقل عنك وما يربطك به هو حبل الوجدان والمشاعر وعندما ترغب في الوصول الي عقل ابنك لايوجد امامك طريق غير ان تتمسك بحبل المشاعر لكي تكون مسلكك الي عقله ووجدانه، فكيف يحدث ذلك؟

لابد أن تظهر له حبك دائما وتتجاوز عن هفواته وأخطائه وتتحمل متطلباته بهدوء وبدون عنف ،فأبنك هو رد فعل لك علي كل المستويات ،فعندما تغضب وتتعصب من شيء فهو يقوم بتسجيل ذلك في ذاكرته ليسترده فيما بعد وقت اللزوم،حيث انه يتخذك نموذجا يحتذي به في جميع سلوكياته، فعندما تطلب منه أن يرتب حجرته ويعلق ملابسه وتفعل أنت عكس ذلك بحجة أنك كبير وتفعل ماتريد ، فأنت تلقنه درسا عمليا في عدم النظام ،مهما كررت علي مسامعه تعليماتك في أهمية النظام وفوائده . فما يظل عالقا في ذهنه ما رآه منك وليس ماسمعه.

اذا كنت تريد أن ترى ابنك مثاليا فعليك ان تكون انت مثاليا أولا.

فكيف إذن تجعله يفعل ما تريد؟  

(أن تفعل أنت أمامه السلوك الذي تريده أن يقوم به ولعدة مرات وبدون عصبية أو تذمر وعندما ينجح فيما يقوم به لابد أن تفخر به وتكافئه على أداؤه) وعندما يخطئ إبنك لا تتعصب وتنهره وتلومه وتلعنه بأبشع الصفات ولكن قول له (مش مشكلة ياحبيبي المهم انت بخير وانا عارف إنك المرة اللي جاية هتعمل بشكل أفضل) لابد أن تشعره بأنك تخاف عليه هو أكثر من خوفك على أي شيء أخر، اللطف في التعامل مع إبنك يجعله يثق في نفسه ويحبها.

كما سيجعل منه انسان صريح (لا يكذب) بل يستطيع التعبير عن متطلباته وإحتياجاته بدون خجل ولا يخفي أي شيء عليك ، وبالتالي لا تتفاجئ بأنه يقوم بفعل شيء خطير وأنت لا تعلم ، بمعني آخر يجب أن تشعره بالأمان وتستمتع اليه دائما حتي ان كان محتوي كلامه بسيط وغير قيم -من وجهة نظرك- يجب أن تستمع إليه وتشعره انك مهتم جدا بكل كلمة يقولها.

يجب أن تعلم أيضا ان ابنك لا يجب أن يكون نسخة منك وليس مطالب أن يحقق ما لم تحققه في حياتك من طموحات وأحلام، لكن اتركه يحقق ما يريد من خلال إحتياجاته وإمكاناته تحت إشرافك وفي ضوء خبرتك وبالتالي تساعده وقت اللزوم وتوجهه ، لكن لا تفرض رأيك عليه كي يستطيع استثمار كل قدراته وإمكاناته.

وهكذا يستطيع تحقيق طموحات وأحلام كثيرة (من الممكن أن تكون عجزت عن تحقيقها من قبل)، ومن المؤكد ان ذلك سيكون من أسباب سعادتك وفي ذلك الوقت سيكون فعلا ابنك علي مزاجك.

                                             مع تقديري ولقاء أخر مع (أحسن تربية)

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب