كيف تكتشف إذا كان طفلك ذوو احتياج خاص؟!

كيف تكتشف إذا كان طفلك ذوو احتياج خاص؟!

عادة ما يصف الآباء أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة “بالأبطال”،  فمن المنطقي حينما نرى أطفال يمرون بتحديات وتجارب أصعب وأكثر بكثير من تلك التي يمر بها معظم من في مثل عمرهم كالعمليات الجراحية المتكررة، والأدوية اليومية، وعدد الزيارات إلى مختلف الأطباء والمتخصصين، بالإضافة إلى الألم والشعور بعدم الراحة المعتاد، ثم نرى هؤلاء الأطفال لا يزالون يتعايشون وينمون على الرغم من كل ذلك، ليس أمامنا إلا أن نفتن بقوتهم ومرونتهم وقدرتهم على التحمل بل ونرغب في أن يعرف العالم كله بما يستطيعون فعله، خاصة في عالم معظمه حتى الآن يهمش ويقلل من قيمة الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية والحسية… حتمًا سنرغب في التأكيد على قيمة أطفالنا وقدراتهم.

ولكن هل عندما يلقب طفلي ذوو الاحتياج الخاص “بالبطل” سوف يعوضه عما مر به من تحديات؟  هل هكذا يعلى شأنه؟ هل هكذا سينتمي ضمن المجموعة؟ … أم هذا هو مجرد وجه آخر للتقليل من إنسانيته وكونه من بني البشر له احتياجات، وقدرات، وصفات، تميزه عن غيره من بني جنسه؟

ببساطة أطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة أولاً وقبل كل شيء هم أُناس مثلهم مثلنا تكمن قيمتهم الحقيقية في واقع شخصيتهم وطبيعتها، وليس وفقًا لعدد التحديات أو العقبات التي استطاعوا التغلب عليها. عندما نُصر طوال الوقت على أن يكونوا “أبطال” فإننا ما زلنا نحاول جعلهم شيئًا آخر غير البشر، ونضع لهم معيارًا اجتماعيًا، في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب عليهم الوصول إليه، فالطفل نفسه قد لا يشعر دائمًا بأنه “البطل” كما نريده نحن، قد يرغب فقط في أن يكون طفلًا، يشعر بالإحباط كما يشعر بالإنجاز، ويشعر بالقوة كما يشعر بالضعف، ويطلب باكيًا نوع معين من الطعام لأنه سئم ذلك الطعام الذي وصفه الطبيب، وكل المشاعر الأخرى التي نمر بها نحن البشر من وقت لآخر، والتي لا تعتبر “بطولية” في ضوء ذلك المعيار الاجتماعي.

تعتمد سرعة اكتشاف الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة وتشخيص ما لديه من تحديات على نوع تلك الاحتياجات، وكذلك شدتها؛ على سبيل المثال الإعاقات الجسدية ككف البصر أو الصمم يمكن ملاحظة أعراضها بشكل سريع عن صعوبات التعلم، مثل صعوبات القراءة أو صعوبات الكتابة.

ولكن… إذا كان لديك شك في أن طفلك يعاني من قصور ما، حاول تحديد ماهية هذا القصور في أقرب وقت ممكن، حيث يسمح الاكتشاف المبكر بفهم التحديات التي قد يواجهها طفلك والتي تسرع من عملية التدخل العلاجي للوقت الحالي، والتدخل الوقائي للمستقبل.

وسوف نعرض لك/ لكي بعض الأعراض الأساسية المصاحبة لأغلب الفئات الخاصة التى قد لا يهتم لها بعض الآباء، علمًا بأنه ليس من الضروري أن يعاني الطفل من كل تلك الأعراض في آنٍ واحد:

أولا: قصور الانتباه وفرط الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)

لابد وأن تستمر هذه الأعراض لدى الطفل مدة لا تقل عن ستة أشهر، وفي ثلاث أماكن مختلفة.

1-أعراض قصور الانتباه:

  • عدم الاهتمام بتفاصيل الأشياء، وتكرار نفس الأخطاء، وحالة عامة من اللامبالاة.  
  • صعوبة في إتمام المهام أو ممارسة نشاط ما حتى النهاية.
  • عدم الإنصات أو الاستماع عند التحدث إليه مباشرة.
  • عدم اتباع التعليمات والإخفاق في أداء الواجبات المنزلية (حتى مع تكرار التعليمات بطريقة وواضحة وأكثر من مرة).
  • صعوبة في التنظيم (الوقت، البيئة المحيطة، جدول المدرسة…).
  • تجنب المشاركة في الأنشطة التي تتطلب مجهودًا عقليًا لمدة طويلة من الزمن.
  • فقد المتعلقات الشخصية بشكل متكرر.
  • تكرار قول (أنا نسيت، نسيت، مخدتش بالي).

2-بالنسبة إلى أعراض فرط الحركة:

  • التململ في المقعد
  • الوقوف المتكرر في الأماكن التي يتوجب فيها الجلوس (الفصل الدراسي، اجتماع عائلي…).
  • الركض أو التسلق بشكل مفرط في أى مكان (في المراهقين أو البالغين، قد يكون مقصورًا على الشعور بالقلق الدائم والتفكير الزائد).
  • التحدث بشكل مفرط، ومقاطعة حديث الآخرين
  • الإندفاع في الإجابة قبل اكتمال الأسئلة.
  • صعوبة في انتظار الدور.

ثانيا: التوحد Autism Spectrum Disorder

يمكن التعرف على التوحد في سن مبكرة تصل إلى سنة وستة أشهر، ولكن يعتمد ذلك على نوع وشدة التوحد الذي يعاني منه الطفل.

  • قلة أو عدم المناغاة واستخدام اليد للإشارة للأشياء بشكل ملحوظ حتى عمر سنة.
  • تأخر نطق كلمة واحدة على الأقل حتى عمر سنة وأربعة أشهر.
  • عدم وجود أى استجابة عند استخدام اسمه.
  • ضعف التواصل بالعين.
  • الحاجة الملحة للهدوء الشديد أو النظام.
  • السلوكيات النمطية (سلوك ما يكرره الطفل بشكل مفرط دون كلل أو ملل).
  • قلة الابتسام أو الاستجابة الجسدية المعبرة للآخرين.
  • ضعف القدرة على تكوين صداقات.
  • عدم القدرة على إقامة محادثة مع الآخرين.
  • استخدام لغة نمطية أو غريبة.

علمًا بأنه قد تظهر هذه الأعراض أو غيرها من أعراض التوحد بدرجات مختلفة، حيث أن التوحد ليس طيف واحد أو ثابت.

ثالثا: صعوبات التعلم Learning Disabilities

الطفل الذي لا يستطيع الإلتزام بنغمة الأغنية على الرغم من تكرارها أكثر من مرة في الحضانة، وذلك الذي يبدل حروف الكلمة “aminal” بدلًا من “animal” أو اتباع النقاط لرسم دائرة، كل هؤلاء يمكن أن يكونوا ضمن دائرة خطر صعوبات التعلم.

صعوبات تعلم القراءة Reading Disability

هناك ثلاث علامات أساسية لصعوبات القراءة:

  • صعوبة تهجي الكلمات واتباع القافية: صعوبة التفرقة بين الأصوات المختلفة أو تبديل المقاطع الصوتية، واللغط بين الكلمات المتشابهه حتى البسيط منها “جمل، حمل”
  • القراءة البطيئة وغير الصحيحة: علامات من القلق والتوتر عند القراءة، والتردد في نطق أى كلمة
  • كثرة أخطاء الإملاء: إغفال كتابة حرف أو أكثر من الكلمة ” هب= ذهب” أو حذف مقاطع كاملة في النص.

في النهاية يوصى بضرورة التوجه لأقرب طبيب مختص في حالة الشك بوجود خطب ما لدى طفلك حتى يمكن مساعدته في أسرع وقت ممكن.

سارة حليم

باحثة في مجال التربية الخاصة

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب