الأساليب غير السوية تدمر الشخصية

الأساليب غير السوية تدمر الشخصية

قام العلماء بتقسيم الأساليب التربوية / أساليب المعاملة الوالدية إلى أساليب سوية وأساليب غير سوية، ورغم اختلاف الأساليب غير السوية في الصفات والسمات إلا أنها تشترك في النتيجة وهي التأثير السلبي على الصحة النفسية للطفل وقد تدمر شخصية الطفل وتخرج للمجتمع شخصية غير سوية لا تضيف للمجتمع بل على العكس قد تؤذي الآخرين وتزعزع قيم ومبادئ المجتمع.

1-الأسلوب المتسلط: يميل المربي إلى السيطرة على حياة طفله في مختلف مراحل النمو وفي كل الأوقات ولا يعطيه فرصة للتجربة والتعلم من أخطائه بالشكل الذي يحرم الطفل من الاستقلالية والاعتماد على ذاته، فهو بعيد عن طفله ولكن في نفس الوقت يطلب منه الإذعان والطاعة لأوامره بشكل مطلق. كما يتصف أسلوب المربي بأسلوب الانضباط الصارم والذي يتصف بمحدودية التفاوض مع طفله، توقعات عالية مع مرونة محدودة، الاستخدام المتكرر للعقاب وكذلك تواصل غير تفاعلي يركز على مطالب الأب متجاهل لاحتياجات الطفل.

العواقب السلبية: شعور الطفل بالنقص وعدم الثقة بالنفس، الشعور بالذنب والارتباك، عدم القدرة على تحمل المسئولية والميل للانسحاب من المواقف المختلفة، الضيق النفسي والرهبة والخوف من الوالدين، ضعف الانتماء الأسري، الميل لعدم الانضباط في حالة غياب الأب والأم، عدم القدرة على التمتع بالحرية والاستقلالية حتى لو سنحت له الفرصة في المستقبل بالإضافة إلى تقليد الطفل لوالديه عندما يكبر بشكل غير واعي واتباعه نفس الأسلوب مع أولاده.

2-الأسلوب الفوضوي / المهمل: يميل المربي إلى العشوائية في تربية طفله ولا يعطيه الاهتمام المطلوب وبالتالي يتنازل عن دوره في التربية ومسئوليته كمربي، فهو لا يهتم بمشاعر واحتياجات طفله وفي نفس الوقت لا يفرض عليه أي مطالب أو يضع إطار وقواعد ليلتزم بها طفله.

فالمربي يهتم بحياته الشخصية ويظهر رغبة قليلة ومحدودة في تربية طفله فنجد التواصل بينهم محدود كما يحصل الطفل في أغلب الأحوال على مستوى كبير من الحرية ولكن بلا رقابة.

العواقب السلبية: تتولد لدى الطفل مشاعر سلبية لإدراكه عدم اهتمام والديه به ويبدأ بالبحث عن الاهتمام لدى الآخرين مما قد يجعل الطفل فريسة / ضحية للأشخاص السيئة ويعرضه لأشكال مختلفة من العنف مثل: التنمر، التحرش أو قد تصل إلى الاغتصاب.

3-الأسلوب المتساهل: يميل المربي للتساهل مع طفله وتدليله بشكل زائد عن الحد بالإضافة إلى حرص المربي على تلبية كل طلبات طفله بشكل يجعل منه شخص اتكالي يعتمد على الآخرين ولا يستطيع تحمل المسئولية، فعلى الرغم من أن المربي يعطي طفله الاهتمام بشكل كبير إلا أنه في نفس الوقت يتساهل معه ولا يستخدم أي شكل من أشكال التهذيب والـتأديب حتى لو اخترق القواعد والحدود.

كما يتصف سلوك المربي بالصديق أكثر من كونه مربي فهو يستخدم أسلوب انضباط متراخي بقواعد قليلة، توقعات قليلة أو معدومة من طفله في ظل توجيه وإرشاد محدود.

العواقب السلبية: عدم تحمل الطفل المسئولية، صعوبة تحمل الطفل لمواقف الفشل والإحباط في حياته، ضعف القدرة على التحكم في مشاعره، التحصيل الأكاديمي الضعيف، يفقد روح الإصرار والمثابرة، يتصف سلوك الطفل بالأنانية وحب التملك، يتوقع الطفل أن يلبي الجميع طلباته ولا يتوقع الرفض مما يمثل مشكلة كبيرة له في حياته الشخصية والمهنية بالإضافة إلى عدم القدرة على مواجهة الأزمات والكوارث بمفرده.

4-أسلوب الحماية الزيادة: يخاف الأب والأم على أولادهم بشكل مرضي ويتبعوا أسلوب حماية ورعاية بشكل مبالغ فيه، ولا يسمحوا للابن أن ينجز الأشياء بمفرده بدافع من الخوف الزائد.

كما أن الأب والأم يسرعوا لتلبية احتياجات طفلهم خوفا على مشاعره وأملا في ارضائه باستمرار حتى لو كانت الطلبات غريبة وغير منطقية أحيانا.

علامات مميزة لهذا الأسلوب: التدليل والدلع بشكل مستمر، الخوف على ترك الطفل بمفرده ، ومنع الطفل من أي سلوك او تصرف فيه استقلالية او اعتماد على النفس.

العواقب السلبية: عدم تحمل الطفل للمسئولية، عدم تحمل الطفل لمواقف الفشل والإحباط في حياته، يتصف سلوك الطفل بالأنانية وحب التملك، كما يتوقع الطفل ان طلباته كلها مجابة من كل من حوله.

5-أسلوب المتذبذب: يحدث في بعض الأحيان خلاف بين الاب والام على طريقة تربية أطفالهم، أو لا يخططوا من بداية الزواج إلى اختيار الأسلوب التربوي المناسب، وينتج عن ذلك اتباع كل منهم لأسلوب وطريقة مختلفة مع المواقف المختلفة التي يواجهوها بشكل يومي مع أطفالهم.

من الممكن ان تقوم الأم بمكافأة الطفل على سلوك، في حين يقوم الأب بمعاقبة الطفل على نفس السلوك أو أن تسمح الأم للطفل بارتداء نوع أولون معين من الملابس في حين يرفض الأب ذلك مما يؤثر سلبا على نفسية الطفل ويجعله متردد.

كما قد يفقد الطفل القدرة على التعرف على الحالة المزاجية لوالديه حيث يلاحظ تغيرها من وقت لآخر، لأنهما يتسمان بتقلب المزاج.

هنا يدرك الطفل أنه قد يعاقب على سلوكه في إحدى المرات، ولا يعاقب على السلوك نفسه في مـرة أخـرى، وفيهـا يشعر الطفل أيضا أن الوالدين يغيران من الآراء التي أعلناها، إذا وجـدا أن هـذا التغيير يناسبهما.

العواقب السلبية: ينتج شخص تفكيره مشوش، غير قادر على اتخاذ القرارات ومستغل للأشخاص لان الطفل يقوم باستغلال الاختلاف بين الوالدين لتلبية رغباته.

6-أسلوب اللوم والتأنيب: يعتمد الوالدين في هذا الأسلوب على اللوم والتوبيخ لتعديل سلوك أبنائهم وممكن أن يلوموا أولادهم ويصفوهم بصفات سيئة أمام الآخرين. وقد يصل الأمر للشتائم والاهانات مثلما نسمع كثيرا الأم وهي تصف طفلها بانه فاشل ومتخلف.

هنا يـدرك الطفل أن والديه يعتبرانه ناكرا للجميل عندما لا يطيعهما، ويـدرك أن والديـه يتصيدان له الأخطاء والهفوات، ويحاسبانه عليها في الوقت الـذي يتجـاهلان فيـه سلوكه الحسن.

العواقب السلبية: عدم وجود ثقة بالنفس، الخوف من ارتكاب الأخطاء، تجنب اتخاذ القرارات، الانسحاب من التعامل مع الاخرين بسبب الخوف من التأنيب وجلد الذات ويعتبر الطفل نفسه مسئول عن كل خطأ يحدث من حوله.

7-أسلوب التفرقة: يقصد بها عدم المساواة بين الأبناء جميعًا والتفضيل بينهم بناءًا على المركز أو الجنس أو السن أو أي سبب عرضي أخر.

وفيه يدرك الطفل أن والديـه يهتمـان بأحـد أخوته أكثر منه، ويميزان أحد الأبناء في المعاملة لأنه أفضل سواء كـان في المذاكرة أو السمات الجسمية.

العواقب السلبية: تنمية مشاعر الكراهية بين الأبناء وغياب الانتماء الاسري.

عزيزي المربي: تجنب الأساليب التربوية غير السوية التي تدمر الشخصية وينتج عنها طفل مشوه نفسيا ويسعى في الحاق الأذى بمن حوله وأحرص على اتباع الأساليب التربوية السوية التي تساعدك على بناء شخصية قوية لطفلك وسليمة نفسيا وبدنيا.

سنتحدث في المقال القادم عن سمات الأسلوب الديمقراطي ومميزاته في بناء شخصية الطفل وكيف يمكن اتباع ذلك الأسلوب في مراحل نمو الطفل المختلفة.

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب