الذكاءات المتعددة عند الأطفال

الذكاءات المتعددة عند الأطفال

الذكاء كلمة نذكرها كثيرًا في حياتنا اليومية وقد يصف بعضنا الآخرين بأنهم أذكياء أو أغبياء أو أشخاص عاديين ولكن ما هي حقيقة هذا الأمر؟!!

سنذهب في رحلة سريعة حول نظرة العلماء للذكاء وما وصلنا اليه بعد ظهور نظرية الذكاءات المتعددة والتي ستساعدك في اكتشاف موهبة طفلك ونوع الذكاء الذي يتميز به طفلك.

الذكاء (المعجم الوسيط) هو قدرة الفرد على التحليل والتركيب والتمييز والاختيار، وعلى التكيف إزاء المواقف المختلفة.

الذكاء (في قاموس التربية) هو القدرة على التكيف السريع مع وضع مستجد.

ارتبط مفهوم الذكاء بالعمليات العقلية المتعلقة بالذاكرة والمعرفة والإدراك والطلاقة والاستدلال والقدرة العددية والانتباه والاستيعاب وهناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير الذكاء، ومن أوائل النظريات التي بحثت في الذكاء نظرية(سبيرمان) والتي تنظر إلى الذكاء بصورة بسيطة حيث اعتقد هذا الباحث أن الناس يختلفون في مدى ما يمتلكون من طاقة عقلية.

ثم أتى آخرون بعد (سبيرمان) أمثال (ثير ستون) و(جلفورد) و (كاتل) والذين حددوا أبنية القدرات العقلية بتفصيل أكثر.

ثم جاء (ستيرنبرج) والذي اقترح نظرية تقوم على تحليل مكونات الذكاء وتحليل للأساليب التي يستخدمها الإنسان عندما يقوم بحل المشكلات وقد اعتبر أن هناك مظاهر أساسية للذكاء يجب أن تقوم عليها النظرية المكتملة في الذكاء العملي والذي يستخدم في مواقف الحياة اليومية وليس من السهل قياسه لعدم سهولة حصر مواقف الحياة، والذكاء الإبداعي والذي يتجلى في اكتشاف حلول جديدة للمشكلات الجديدة أو اكتشاف حلول مختلفة غير مألوفة وقد وسعت هذه النظرية مفهوم الذكاء لتغطي مجالات لم تؤكدها نظريات الذكاء الأخرى.

إلى أن جاء جاردنر بنظريته الشهيرة الذكاءات المتعددة عام 1983والذي نحا نحوًا مختلفًا عن بقية الباحثين في محاولته تفسير طبيعة الذكاء.

وقد استمد نظريته من ملاحظاته للأفراد الذين يتمتعون بقدرات عقلية خارقة في بعض المجالات، لكنهم لا يحصلون في اختبار الذكاء إلا على درجات متوسطة أو دونها، مما جعله يعتقد أن الذكاء مؤلف من كثير من القدرات المنفصلة والتي يقوم كل منها بعمله مستقلًا استقلالًا نسبيًا عن الآخر. وترى النظرية أن الناس يملكون أنماطًا فريدة من نقاط القوة والضعف في القدرة العقلية.

فنجد أن هناك المشاهير في العالم العربي أو في الغرب الذين لم يكملوا تعليمهم الدراسي أو حصلوا على درجات منخفضة ولكنهم حققوا نجاحات مبهرة في تخصصاتهم مثل: محمود عباس العقاد، بيل جيتس، ستيف جوبز، ريتشارد برانسون وغيرهم.

الذكاء (من وجهة نظر جاردنر) هو القدرة على حل المشكلات أو إنتاج المنتجات التي تمثل قيمة في ثقافة مجتمع أو أكثر.

نظرية الذكاءات المتعددة : هي نظرية وضعها عالم النفس هاورد جاردنر عام 1983 ووضحها في كتابيه (أطر العقل) وكتاب (أشكال العقل البشري) وتقول بوجود العديد من الذكاءات وليس قدرتين فقط هما التواصل اللغوي والتفكير المنطقي واللتين اعتبرتا تقليديًا مؤشرَيْ الذكاء الوحيدين والمعتمدتان في اختبارات الذكاء (IQ).

الأسس التي قامت عليها نظرية الذكاءات المتعددة: –

  •  الذكاء مجموعة متعددة من الذكاءات قابلة للنمو والتطور.
  •  بداخل كل شخص تكوين متفرد من الذكاءات المتعددة المتنوعة.
  •  تختلف الذكاءات في نموها داخل الفرد الواحد أو بين الأفراد بعضهم البعض.
  •  يمكن تنمية الذكاءات المتعددة بدرجات متفاوتة إذا أتيحت الفرصة لذلك.
  •  يمكن تحديد وقياس الذكاءات المتعددة، والقدرات المعرفية العقلية التي تقف وراء كل نوع.

تحدث هوارد جاردنر عن مجموعة من الذكاءات المتعددة التي تتأثر بما هو وراثي فطري يولد مع الإنسان من جهة، وبما هو مكتسب من البيئة والوسط (الأسرة، والشارع، والمدرسة، والتربية، والمجتمع…).

أنواع الذكاءات المتعدة: –

1-الذكاء اللغوي / اللفظي: هو القدرة على تعلم اللغات واستخدامها بطريقة مكتوبة أو شفهية في مواقف مختلفة بشكل مميز يحقق الأهداف المنشودة. حيث يعتمد هذا النوع من الذكاءات على قدرة الفرد على التلاعب بالحروف الأبجدية، وإعادة ترتيبها لتكوين كلمات، وعبارات، وجمل، وفقرات إنشائية وفصول.

مشاهير وشخصيات معروفة: طه حسين، نجيب محفوظ، عباس العقاد، يوسف السباعي، أحمد شوقي، شكسبير وأوبرا وينفري.

2-الذكاء المنطقي / العددي: هو القدرة على تحليل المشاكل بشكل منطقي، والقيام بالعمليات الحسابية والتحقيق في الأشياء وتفسيرها بشكل علمي.

مشاهير وشخصيات معروفة: توماس أديسون، ادم سميث، بيل جيتس، الخوارزمي، الكندي واينشتاين.

3-الذكاء البصري / المكاني: هو القدرة على رؤية علاقات الأشكال مع بعضها البعض، وعلى رؤية العلاقات بين الأشياء في الفراغ وكذلك القدرة على قراءة الخرائط وترجمة المعلومات من على الخريطة إلى أحداث حقيقية بالإضافة إلى قدرة الجسد على التفاوض والتأقلم بنجاح مع البيئة و العالم من حوله.

مشاهير وشخصيات معروفة: محمود مختار، معمار سنان، دكتور مجدي يعقوب، بيكاسو ومايكل أنجلو.

4-الذكاء الجسدي / الحركي: هو قدرة الفرد على استخدام الجسم أو جزء منه والتحكم فيه بشكل ملحوظ من أجل الاستفادة منه في حل المشكلات وتحقيق الأهداف المختلفة ببراعة.

مشاهير وشخصيات معروفة: محمد صلاح، ميسي، مايكل جوردن، محمد على كلاي، أحمد برادة، رانيا علواني، مجدي يعقوب وأحمد حلمي “الممثل”.

5-الذكاء الموسيقي: هو قدرة الفرد على العزف، التلحين، الغناء أو الاستمتاع بالنغمات الموسيقية وكذلك القدرة على تمييز درجة وشدة النغمات والأنماط الإيقاعية بالإضافة إلى التمييز بين الأصوات والألحان وتذوقها.

مشاهير وشخصيات معروفة: محمود الحصري، النقشبندي، عبد الوهاب، أم كلثوم، عمر خيرت، عمار الشريعي، عمرو دياب، بيتهوفن وغيرهم.

6-الذكاء الطبيعي /البيئي: هو قدرة الفرد على فهم الطبيعة والاستمتاع بها، وكذلك قدرته على التمييز والمقارنة بين الكائنات الحية مثل: النباتات، والحيوانات بالإضافة إلى معرفة ملامح وخصائص الظواهر الطبيعية (كالجبال، الرعد والأحجار الطبيعية).

مشاهير وشخصيات معروفة: مصطفى محمود، فاروق الباز، أحمد زويل، نيوتن، أينشتاين ومصطفى مشرفة.

7-الذكاء الاجتماعي / الوجداني: هو قدرة الفرد على استخدام ما لديه من أنواع أخرى للذكاء لكي يتواصل بشكل إيجابي مع أكثر المخلوقات تعقيدًا وتركيبًا “الجنس البشري” فهو يتضمن قدرة العقل الغريزية على التوافق مع جميع البشر وجميع العقول المحيطة به، سواءً أكانوا فرادي أم جماعات صغيرة أو جماعات كبيرة أو جماهير غفيرة.

مشاهير وشخصيات معروفة: محمد متولي الشعراوي، الإسكندر الأكبر، جون كينيدي، مارتن لوثر كينج، محمد على كلاي، بيتهوفن، نيلسون مانديلا وغاندي.

8-الذكاء الشخصي: هو قدرة الفرد على فهم ذاته، وامتلاك نموذج عقلي جيد وصادق لنفسه، والتغلب على أي نوع من القصور الشخصي، وكذلك قدرة الشخص على أن يسعد برفقة نفسه مثلما يسعد برفقة الآخرين، والتطوير الدائم لنفسه وإدارة حياته بنجاح.

مشاهير وشخصيات معروفة: ابن سينا، ابن رشد، فرويد، سقراط، غاندي، الشيخ الشعراوي ومصطفى محمود.

اعترف جاردنر بإمكانية وجود ذكاءات أخرى على العلم اكتشافها وذكر ذكاء التعلم وإمكانية اعتبار المعرفة الوجودية كذكاء منفصل، إلا أنه لم يبت بالأمر بشكل حاسم.

يقول جاردنر:” إن الوقت قد حان للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء، ذلك المفهوم الذي يقيسه المعامل العقلي، والتفرغ للاهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي تنمي بها الشعوب الكفاءات الضرورية لنمط عيشها، ولنأخذ على سبيل المثال أساليب عمل البحارة في وسط البحار، إنهم يهتدون إلى طريقهم من بين عدد كبير من الطرق، وذلك بفضل النجوم وبفضل حركات مراكبهم على الماء وبفضل بعض العلامات المشتتة. إن كلمة ذكاء بالنسبة إليهم تعني بدون شك براعة في الملاحة”.

نحن نؤمن بذلك المفهوم الواسع والشامل للذكاء وكذلك أن كل طفل يولد ولديه على الأقل نوع أو أكثر من الذكاءات بمعدل مرتفع ومميز، لكنه يحتاج من والديه أن يكتشفوا ذلك ويساعدوه على تنمية موهبته بالإضافة إلى تنمية باقي الأنواع من الذكاءات ذات المعدل المتوسط أو المنخفض.

لذلك ندعوك لقراءة المقالات التالية والتي سنتحدث فيها عن كل نوع من الذكاءات المتعددة وكيفية اكتشافها، تنميتها وتطويرها داخل شخصية طفلك

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب