كما ذكرنا من قبل أن النمو العقلي هو تطور القدرات العقلية للطفل مثل الذكاء، والادراك، والانتباه، والتذكر، والتحليل.
ولكن تختلف سماته وتطوره لدى الطفل حسب المرحلة العمرية التي يمر بها، ولذلك سنتحدث في هذا المقال عن أهم سمات وخصائص النمو العقلي عند طفل المدرسة (6-12 سنة) وكيف يمكن للمربي أن يدعم طفله ويساعده ليطور من قدراته العقلية في هذ المرحلة العمرية.
سمات وخصائص النمو العقلي لدى طفل المدرسة:
- تزداد رغبة الطفل في حب المعرفة وميله إلى الاستطلاع: فتجد طفلك لديه شغف وفضول في معرفة كثير من الأمور مثل: الفرق بين طبيعة المهن المختلفة، الظواهر الطبيعية، عالم الحيوانات، الفضاء، جسم الانسان وطريقة عمل وظائف الجسم المختلفة وغيرها من الموضوعات المختلفة.
- تزداد تساؤلاته واستفساراته عن كل ما يصادفه: يبدأ الطفل في طرح الكثير من الأسئلة عن كل ما يواجهه في الحياة مثل: لماذا يمرض الانسان؟ ما هو سبب الأمراض؟ لماذا يشفى البعض بينما يموت البعض الآخر من نفس المرض؟ كيف يصنع الدواء؟
- تتزايد قدرة الطفل على الانتباه فيما بين السابعة إلى الحادية عشر: ستندهش من ملحوظات طفلك وتعليقاته على أمور قد لا تنتبه لها كشخص كبير مثل: سبب غضب والده اثناء تحدثه في الهاتف مع أحد الأصدقاء أو عن سبب انقطاع أحد الأقارب عن زيارتكم.
- القدرة على التذكر تتزايد تدريجيًا بنمو الطفل: تبدأ ذاكرة الطفل في العمل بشكل أكثر كفاءة ويبدأ في تذكر كثير من الأشياء بشكل لافت للنظر بداية من الذاكرة المكانية (كتذكر كيفية الوصول إلى منزل جده أو عمه بشكل واضح) والتحصيل الدراسي وكذلك أسماء الأشخاص الذين يتعامل معهم حتى لو لفترات قصيرة.
- الأطفال ما بين سن السابعة إلى الحادية عشر قادرون على جميع أشكال التفكير: تتزايد قدرات الطفل العقلية وتتنوع حيث تنمو قدرته على المنطق، التحليل، حل المشكلات، طرح البدائل واتخاذ القرار.
لذلك يجب على المربي تشجيع طفله وتطوير قدراته العقلية من خلال:
- القراءة وحب الاطلاع: شجع طفلك على القراءة في المجالات المختلفة وكذلك حب الاطلاع والاستكشاف من خلال الرحلات التعليمية والاستكشافية، مشاهدة الأفلام الوثائقية وكذلك التجارب العلمية البسيطة.
- التجارب العلمية: شجع طفلك وشاركه في إجراء التجارب العلمية البسيطة ومحاولة التوقع بالنتيجة وكذلك مناقشة تفسيرها (مثل: تجربة خلط الماء بالزيت أو تجربة وضع قطعة نقود وقطعة أخرى من السفنج في إناء مليء بالماء).
- طرح الأسئلة والتساؤلات: شجع طفلك على طرح الأسئلة ومشاركة تساؤلاته معك بشكل مستمر واحرص على أن تعطيه الإجابات والتفسيرات المنطقية أو مساعدته في البحث عنها.
- البحث في المصادر: علم طفلك كيفية البحث عن المعلومات في المصادر المختلفة مثل: الكتب، والمجلات، والخبراء والإنترنت، ودربه على فعل ذلك باستمرار ليجد إجابات لأسئلته وتفسيرات لكثير من الظواهر الطبيعية والأشياء المحيطة به.
- المناقشات الأسرية: احرص على مشاركة طفلك في النقاشات الأسرية المختلفة ليتعلم أشياء جديدة وتتسع مداركه وأساله عن رأيه في بعض الأمور أو حلوله المقترحة لبعض المشاكل.
- الصمت بعد السؤال: احرص على أن تصمت بعد سؤال الطفل عن رأيه، لأن الباحثون وجدوا أن الطفل يجيب إجابات مختصرة إذا انتظرت فقط لمدة ثانية أو ثانيتين، في حين يسترسل الطفل في الإجابة ويضيف أفكار جديدة إذا انتظرت لمدة دقيقة لأن في ذلك تشجيع للطفل وتأكيد على ثقتك في أنه يستطيع الإجابة.
- القصص واللمسات الإبداعية: ناقش مع طفلك القصص التي يقرأها وشجعه أن يضع لمساته الإبداعية من خلال تغيير نهاية القصة، إضافة شخصية جديدة لشخصيات القصة، وضع اسم جديد للقصة أو دمج أحداث تلك القصة مع قصة أخرى سبق أن قرأها.
- القدوة الحسنة: إذا اكتشفت أنك أخطأت في إجابة أو تفسير شيء ما لطفلك، فامتلك الشجاعة لتعترف بخطئك ولتعلمه أهمية تبني وجهة النظر الصحيحة واحرص أيضا على أن تكون موضوعيًا أثناء طرحك لآرائك وأفكارك وأن تطَّلع على وجهات النظر المختلفة وتتحقق منها قبل أن تتبنى وجهة نظر محددة وتتخذ القرار بناءً على ذلك.
- دور المذاكرة والتحصيل الدراسي: وضَّح لطفلك أن المذاكرة والتحصيل الدراسي هي وسيلة لاكتساب المعلومات والمعارف عن العالم من حولنا وأن كل درس جدَّيد هو بمثابة تجربة أو معلومة شيقة وممتعة، مع استخدام طرق جديدة ومبتكرة للمذاكرة تجعله يستمتع بما يذاكره.
مدرس علم النفس التربوى كلية التربية جامعة عين شمس
الموجه الاكاديمي لمؤسسة نبتة
إضافة تعليق