الذكاء الاجتماعي عند الأطفال

الذكاء الاجتماعي عند الأطفال

الذكاء الاجتماعي هو قدرة الفرد على استخدام ما لديه من أنواع أخرى للذكاء لكي يتواصل بشكل إيجابي مع أكثر المخلوقات تعقيدًا وتركيبًا “الجنس البشري” فهو يتضمن قدرة العقل الغريزية على التوافق مع جميع البشر و جميع العقول المحيطة به، سواءً أكانوا فرادى أم جماعات صغيرة أم جماعات كبيرة أم جماهير غفيرة.

يشير بعض الباحثين إلى استخدام مسمى آخر مكمل للذكاء الاجتماعي وهو الذكاء العاطفي والذي تبناه المؤلف والصحفي دانيال جولمان في كتابه “الذكاء العاطفي” عام 1995 والذي كان من الكتب الأكثر مبيعًا وترجم لأربعين لغة.

الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على إدراك عواطفه والتحكم فيها وأيضًا إدراك عواطف الآخرين المحيطين به وترجمة تلك العواطف إلى أفكار واضحة وأفعال من شأنها أن تساعد في التواصل الإيجابي مع الآخرين وعدم إيذاء مشاعرهم.

إن الشخص الذي يتمتع بمستوى مرتفع من الذكاء الاجتماعي يسعد بتنوع أنماط الشخصيات البشرية ويفهم جميع الشخصيات باختلاف أنواعها ويكون قادرًا على قيادة مجموعات من الأنماط المختلفة من الأشخاص من أجل إنجاز هدف معين ويتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف حينما يتفاوض مع الآخرين مما يشعر الجميع بالرضا، وهو أيضًا مستمع ومتفهم ومتعاطف ويسعي إليه الناس للمساعدة كما ينجح في توصيل وجهة نظره للآخرين دون معارضتهم.

مشاهير وشخصيات معروفة: محمد متولي الشعراوي، الإسكندر الأكبر، جون كينيدي، مارتن لوثر كينج، محمد علي كلاي، بيتهوفن، نيلسون مانديلا وغاندي.

المهن والهوايات التي تتطلب معدل ذكاء اجتماعي مرتفع: السياسي، الخطيب، الداعية، المدرس، المحامي، الدبلوماسي، المدرب، طبيب نفسي، مرشد نفسي، أخصائي اجتماعي، القائد ومستشار العلاقات.

سمات الطفل ذي الذكاء الاجتماعي / الوجداني المرتفع:

  1. يميل إلى التفاعل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية معهم سواءً أكانوا في سنه أم أكبر منه.
  2. لديه القدرة على الشعور والإحساس بمشاعر الآخرين والتعاطف معهم.
  3. يلجأ إليه أصدقائه وزملائه لمساعدتهم والاستعانة برأيه في كثير من الموضوعات أو المشاكل التي تواجههم.
  4. يهتم بالاستماع والإنصات جيدًا للآخرين ولا يقاطعهم فهو محاور ومستمع جيد.
  5. يحب مساعدة الآخرين والمشاركة في الأعمال الخيرية كما يحب أن يعلم الآخرين ويشاركهم ما تعلمه.
  6. يحظى بمحبة من حوله من زملاء، أقارب ومدرسين.
  7. لديه سمات القائد وكثيرًا ما يمارس القيادة أثناء مشاركته الآخرين في الأعمال والأنشطة الجماعية.
  8. لدية القدرة على عرض أفكاره وآرائه بطريقة جذابة كما يستطيع إقناع الآخرين بوجهة نظره.
  9. الطفل يفكر في الآخرين ومشاعرهم و يحرص على تكوين و تنمية العلاقات، يحب التنزه و اللعب مع الأصدقاء و كذلك المحادثات التليفونية كما يحتاج إلى الذهاب إلى الأماكن العامة لممارسة الأنشطة و الألعاب الجماعية.

ما هي أهمية تنمية وتطوير الذكاء الاجتماعي / الوجداني؟

  1. التميز والتفوق في الحياة الشخصية والمهنية يحتاج إلى أن يتمتع الشخص بمستوى مرتفع من الذكاء الاجتماعي وبالتالي تكون لدية حياة اجتماعية أكثر نجاحًا ونشاطًا.
  2. الوقاية من الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية والتي تنتج عن افتقاد الإنسان لحياة اجتماعية سليمة مثل الشعور بالوحدة، اليأس، الخوف، القلق والاكتئاب.

كيف تطور ذكاء طفلك الاجتماعي / الوجداني؟

طفل ما قبل المدرسة (0-5 سنوات): اكتشف موهبة طفلك وطورها (اصطحبه معك في الزيارات العائلية، مارس معه باستمرار الأنشطة التفاعلية وداوم على قراءة القصص له بشكل يومي)، والتدريب والممارسة (شارك معه في لعبة تمثيل الشخصيات، وكذلك لعبة المشاعر وشجعه على التحدث أمام الآخرين) بالإضافة إلى التشجيع المستمر (تكوين صداقات جديدة والتفاعل مع الأطفال الغرباء).

طفل ما بعد المدرسة (5-10 سنوات): التدريب والممارسة (وضح له أهمية الاستماع مقابل التحدث، مارس معه لعبة الشيء الجميل وأن يكتشف الأشياء الجميلة من حوله، وعلمه لعبة الإقناع بتخيل مواقف مختلفة ويحاول اقناعك بأشياء مختلفة، قراءة الروايات والمسرحيات القصيرة، التعلم من العظماء، الإدارة والقيادة بالإضافة إلى تربية الحيوانات)، والتشجيع المستمر (شجعه على تكوين دائرة أكبر من المعارف وشبكة علاقات واسعة، اشترك له في فرقة التمثيل المسرحي، التدريبات الصيفية والتطوع في الأعمال الخيرية)، وأسلوب التحصيل الدراسي (أسلوب مذاكرة مناسب لشخصيته والنقاش بشكل تفاعلي حول الدروس).

أخطاء تربوية شائعة يجب تجنبها:

  1. اللي يضربك اضربه: من الأخطاء الشائعة أن تشجع طفلك على العنف والقسوة كحل للمشاكل التي يواجهها، بدلًا من ذلك علمه أن يعرف السبب وراء عنف زميله وأن يتخذ حلول أخرى لبناء علاقات اجتماعية.
  2. التعرض للتنمر: على النقيض تجنب أن تجعل من طفلك شخص خائف وانطوائي مما يجعله فريسة سهلة للأطفال المتنمرين ذوي السلوك غير السوي، علم طفلك كيفية التعرف على أنماط وشخصيات الأطفال وأن يمتلك فنون الدفاع عن النفس في تلك المواقف.
  3. تكوين العلاقات بشكل عشوائي: تجنب إهمال طفلك وعدم متابعة علاقاته الاجتماعية، فتكوين علاقات اجتماعية بشكل عشوائي ودون مراقبة المربي من الممكن أن تؤدي إلى الكثير من المخاطر والأضرار.
  4. القدوة غير الحسنة: تجنب أن تكون قدوة غير حسنة لطفلك بأن يراك تتعامل مع الآخرين أو تتحدث عنهم بشكل مسيء ولا يراعي مشاعرهم بالإضافة إلى ميلك للنزاع والأنانية بدلًا من الوفاق وحب الخير للجميع.

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب