رسالة من المدرسة كادت أن تدمر موهبة الطالب

رسالة من المدرسة كادت أن تدمر موهبة الطالب

كما تحدثنا من قبل فإن دور إدارة المدرسة ودور المعلمين يجمع بين التربية والتعليم وليس التعليم فقط، وهنا يشمل مجال التربية اكتشاف موهبة الطالب وتنميتها وليس فقط غرس القيم الأخلاقية.

فشخصية الإنسان الناجح هي مزيج متكامل من الأخلاق، القيم، المهارات والمعارف لذلك على المعلم أن يضع ذلك أمام عينه طوال الوقت.

ولعل في القصة التالية دليل على أن المدرسة قد تخطيء في الحكم على شخصية الطالب ويكون ذلك سببا في تدمير شخصيته وموهبته قبل ولادتها الا في حال وجود مربي محترف مؤمن بطفله ومواهبه وامكانياته.

كان طفل كثير الأسئلة وخاصة غير المعقول منها، بينما لا يميل إلى الإجابة عن الأسئلة الدراسية. وفي أحد الأيام عاد إلى المنزل وقال لأمه: لقد أعطاني المدرس هذه الورقة وقال لي أعطها لأمك فقط، بدأت في البكاء وهي تقرأ لابنها الصغير محتوى الرسالة ” ابنك عبقري والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته، عليك أن تعلميه في المنزل”.

وبعد العديد من السنوات بعد وفاة والدته وجد في خزانتها رسالة المدرسة ولكن المفاجأة كان في محتوى الرسالة ” ابنك غبي جدًا، فمن صباح الغد لن ندخله المدرسة”.

هل تعلم من هذا الطفل؟ إنه توماس أديسون والذي بلغ عدد مخترعاته حوالي 1093 اختراع ومنها المصباح المتوهج الكهربائي وآلة عرض الصور المتحركة والفوتوغراف كما أسس أول مختبر للبحوث الصناعية وغيرها.

إن أمه ماري أديسون (مدرسة القراءة والأدب) هي من جعلت منه مخترعًا عظيًما، فبعد قراءتها للرسالة بدأت بتثقيفه وتشجيعه، فساعدته على مطالعة تاريخ اليونان والرومان وقاموس العلوم. وساعدته في بناء مختبره الخاص في سن العاشرة وعند سن 11 سنة درس الكتاب المقدس والتاريخ الإنجليزي ونيوتن وروايات شكسبير وقصة حياة العالم الإيطالي جاليليو ومن مراحل تعلمه في الصغر كان أبوه يمنحه مبلغ صغير من المال مقابل كل كتاب يقرأه، حتى قرأ توماس كل الكتب التي تضمها مكتبة المدينة. ومن أحب المؤلفين لديه الكاتب الفرنسي فيكتور هيغو صاحب رواية البؤساء الشهيرة. ومن كثرة حبه لقصصه كان يكثر من قراءتها لصبيان القرية حتى لقبوه فيكتور هيغو أديسون.

عندما تُوفيت أمه في 1871م حزن توماس وصدم في وفاتها وظل بقية حياته عندما يتحدث عنها تمتلئ عيناه بالدموع. وبعد قراءته للرسالة أخذ في البكاء لساعات طويلة وكتب في دفتر مذكراته ” أديسون كان طفلًا غبيًا. ولكن بفضل والدته الرائعة تحول لعبقري”.

قال توماس أديسون عن أمه: لقد اكتشفت مبكرًا في حياتي أن الأم هي أطيب كائن على الإطلاق، لقد دافعت أمي عني بقوه عندما وصفني أستاذي بالفاسد، وفي تلك اللحظة عزمت أن أكون جديرًا بثقتها، كانت شديدة الإخلاص واثقة بي كل الثقة. ولولا إيمانها بي لما أصبحت مخترعًا أبدًا. إن أمي هي التي صنعتني لأنها كانت تحترمني وتثق بي، أشعرتني أني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريًا من أجلها وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط.

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب