هل يعاني طفلك من صعوبات التعلم؟

هل يعاني طفلك من صعوبات التعلم؟

في كثير من الأحيان يتهم المربون أبنائهم بأنهم أغبياء أو مش نافعين أو بلداء لمجرد أن درجاتهم في المواد الدراسية سيئة، ولكن لماذا لا نفكر أن يكون أبناءنا يعانون من صعوبات التعلم؟

دعونا نلقي الضوء على هذه الفئة من الأطفال ونتعرف سويا من هو الطفل ذو صعوبات التعلم؟

ما هي أهم سماته؟ وما هي انواع صعوبات التعلم؟ وكيف يمكننا اكتشاف هذه الحالة؟

فلنبدأ معا بتوضيح من هو الطفل ذو صعوبات التعلم؟

هو طفل يعاني من تدنٍّ مستمر في التحصيل الأكاديمي مقارنة مع زملائه في الصف الدراسي، ولا يعود السبب في ذلك إلى وجود إعاقة بصرية، أو حركية، أو سمعية، أو الإصابة بالتخلف العقلي، أو عدم الاستقرار النفسي، أو وجود الظروف الأسرية والاجتماعية.

يكون السبب الأساسي لهذه الحالة هو وجود مشكلات في عمليات الانتباه والادراك والذاكرة والتفكير وهذا قد يكون نتيجة لعوامل وراثية أو نقص الاكسجين خلال الحمل في الطفل مما أثر على مراكز الانتباه والادراك والذاكرة بالمخ، وفي بعض الاحيان نتيجة للوقعات الشديدة للأطفال وخاصة بعمر الشهور والتي يكون فيها عظام الجمجمة ليست قوية لتحمي المخ والمراكز العصبية فيه.

ولكن ما هي السمات التي يمكن تظهر علي الطفل ذو صعوبات التعلم؟

  1. اضطراب في العمليات الذهنية مثل: الانتباه، التركيز والإدراك.
  2. كتابة الكلمات من اليسار إلى اليمين في اللغة العربية وكتابة الكلمات من اليمين إلى اليسار في اللغة الانجليزية، عدم الكتابة على السطر، وكذلك عكس الأرقام الموجودة في الخانات. (MIRRORING)
  3. معامل الذكاء عادي من 85 درجة فما فوق.
  4. منخفض التحصيل في المواد التي تحتوي على مهارات التعلم الأساسية (مثل: الرياضيات، القراءة والإملاء)، وبعضهم يعاني من تأخر الكلام حتى عمر 5 سنوات.
  5. لدية مشكلة مع التعليمات المركبة.
  6. لدية ضعف في الثقة بالنفس.
  7. بعضهم يعاني من فرط الحركة.

أما عن أنواع صعوبات التعلم فتنقسم إلي:

1-صعوبات التعلم النمائية: تتعلّق هذه الصعوبات بالعمليّات المعرفية والعقليّة وبالوظائف الدماغيّة الّتي يحتاجها الطفل في تحصيله الأكاديمي، مثل صعوبات الانتباه والادراك والذاكرة والتفكير، والّتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي للطفل، وقد يكون السبب في حدوث هذه الصعوبات هو اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي.

2-صعوبات التعلم الأكاديمية: يقصد بها صعوبات الأداء المعرفي الأكاديمي، وترتبط هذه الصعوبات إلى حد كبير بصعوبات التعلم النمائية، ومن مظاهر صعوبات التعلم الأكاديميّة:

  • صعوبة الحساب دسكالكوليا(Dyscalculia): تؤثر هذه الصعوبة على قدرة الفرد على اكتساب المهارات الحسابيّة، ويمتاز الطلّاب الذين يعانون من هذه الصعوبة بقصور في الإدراك السمعي أو البصري للأرقام، وصعوبات في فهم العلاقة بين الأرقام، كما يعانون أيضاً من صعوبة في إجراء العمليات الحسابيّة.
  • صعوبة القراءة دسلكسيا(Dyslexia): يُظهر الطلاب الّذين يعانون من هذه الصعوبة قدرة متدنية في اكتساب مهارات القراءة، و كثيراً ما تسبب هذه الصعوبات ابتعاد الطالب عن القراءة، و من مظاهر صعوبات القراءة عكس الحروف و الكلمات مثل كلمة عرف يقرأها فرع أو كلمة غرفة يقرأها عفرة ، وجود التباسات سمعية حيث يخلط بين الحروف ذات المخرج الصوتي الواحد مثل حرفي ق – ك أو حروف ز – ظ- ذ ، وجود التباسات بصرية حيث يخلط بين الحروف ذات الشبة الواحد مثل حروف ج – ح- خ .
  • صعوبة الكتابة دسجرافيا (Dysgraphia): يُظهر الطلاب الّذين يعانون من هذه الصعوبة قدرة متدنية في اكتساب مهارات الكتابة، ومن مظاهر صعوبات الكتابة لا يستطع الطفل الكتابة علي سطر واحد، يصعب عليه نسخ ما يكتب علي السبورة، طريقة كتابته لا تتناسب تماما مع عمره الزمني، بطئ في إتمام عمليات الكتابة، عكس كلمات و جمل أثناء الكتابة (Mirror Writing)

ويتسأل المربون كثيرا كيف يمكننا اكتشاف حالات صعوبات التعلم في مراحل عمرهم المتقدمة؟!

كلما اكتشفنا هذه الحالات مبكرا سهل علينا التعامل معها، لذلك عليك عزيزي المربي أن تلاحظ سلوك أطفالك في عمر 3 سنوات حيث إن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم أغلبهم يعانوا من تأخر في النطق والكلام وقد يستمر هذا حتى عمر 5 سنوات.

وهنا عليك أن تختبر الطفل اختبارات بسيطة مثل اختبار لقياس مهاراته الحركية واختبار الفعل ورد الفعل واختبار التعليمات المركبة، وإذا أخفق الطفل فيهم تبدأ في فحصه طبيا ونفسيا.

أما عن أساليب التعامل مع هذه الفئات وكيفية تعليمهم في المدارس سوف نتناوله بالتفصيل في مقالنا القادم.

 

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب