الأساليب التربوية ودورها في بناء الشخصية

الأساليب التربوية ودورها في بناء الشخصية

أوضحت احدى الدراسات أن دماغ الطفل يتطور بمعدل سريع خلال السنوات الأولى حيث تنمو أكثر من مليون شبكة عصبية كل ثانية، وفي سن الخامسة يتطور حوالي 85% من أفكار ومهارات وشخصية الطفل.

كما تزداد حساسية الطفل بالمؤثرات الخارجية مع نموه ولكن يظل الوالدان أكثر الأشخاص قدرة على تقديم الدعم اللازم لطفلهم ويعتبر أسلوبهم التربوي هو حجر الأساس في بناء شخصية الطفل.

قامت الباحثة ديانا بومراند عام 1960 بإجراء دراسة على أكثر من 100 طفل في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث قامت ديانا بملاحظة سلوك الأطفال، إجراء مقابلات مع الآباء والأمهات وكذلك استخدام طرق بحثية أخرى للتعرف على أساليب التربية / المعاملة الوالدية التي يستخدمونها مع أبنائهم.

قامت بتحديد وتعريف مجموعة من الأبعاد الهامة في المعاملة الوالدية وتربية الأطفال مثل: الاستراتيجيات التأديبية، الدفء والرعاية، أساليب التواصل والتوقعات، نحو نضج الأطفال والسيطرة على سلوكهم. بعدها قامت بتطوير نموذج التصنيف ذو البعدين: درجة الاندماج / الاستجابة مع الأطفال ودرجة المطالب والتوقعات من الأطفال.

بناءً على تلك الأبعاد قامت ديانا باقتراح ثلاثة أساليب مختلفة للمعاملة الوالدية: الأسلوب المتسلط / الاستبدادي، الأسلوب المتساهل والأسلوب الديموقراطي.

قام الباحثان ماكوبي ومارتن سنة 1983 بتطوير ذلك النموذج وإضافة أسلوب رابع ليكون لدينا أربعة أساليب للمعاملة الوالدية: الأسلوب المتسلط/لاستبدادي، الأسلوب المتساهل والأسلوب الديموقراطي بالإضافة إلى الأسلوب المهمل /الفوضوي.

بعد ذلك قام العديد من الباحثين بإجراء دراسات أخرى على تأثير أساليب المعاملة الوالدية على الأطفال ووجدوا:

الأسلوب المتسلط / الاستبدادي: ينتج عنه طفل مطيع وماهر ولكن أقل شعور بالسعادة، الكفاءة الاجتماعية وتقدير الذات.

الأسلوب الديموقراطي: ينتج عنه أطفال سعداء، ذو قدرات وكفاءات عالية وناجحين في حياتهم.

الأسلوب المتساهل: غالبا ما ينتج عنه أطفال أقل سعادة وتنظيم/ تحكم في الذات كما أنهم أكثر عرضة لمواجهة مشاكل مع السلطة وكذلك الأداء السيء في المدرسة.

الأسلوب الفوضوي/ المهمل: هو أقل أسلوب فعالية حيث ينتج عنه أطفال غير قادرين على التحكم في ذاتهم، أقل كفاءة من أقرانهم / زملائهم ولديهم ضعف في تقدير ذاتهم.

وجدت الدراسات أن الأطفال الذين تم تربيتهم بالأسلوب الديموقراطي كان لهم قدرة أعلى من غيرهم على التكيف العقلي والاجتماعي لأن أسلوب تربيتهم جعلهم قادرين على اتباع القواعد ليس من أجل تجنب العقاب ولكن كنتيجة لقدرتهم على معرفة أسباب وضع القواعد وفهمهم لكون تلك القواعد عادلة ورغبتهم في اتباعها لتتماشى مع إحساسهم الداخلي نحو ما هو صواب وما هو خطأ.

الأساليب التربوية / أساليب المعاملة الوالدية: هي كل سلوك يَصدُر عن الأم أو الأب، أو كليهما، ويؤثِّر على الطفل ونمو شخصيته، سواءً أكان قُصِد بهذا السلوكِ التوجيهَ والتربية أم لا.

كما تُعرف على أنها: “استمرارية أسلوب معيَّن، أو مجموعة من الأساليب المتَّبَعة في تنشئة الطفل وتربيته، ويكون لها أثرها في تشكيل شخصيته، وهي تنقسم إلى نوعين، هما: أساليب سوية، وتشمل (الديموقراطية وتحقيق الأمن النفسي للطفل)، وأساليبُ غير سوية، وتشمل (التسلط – الفوضوي – الإهمال).

في المقالات القادمة سنتحدث بشكل تفصيلي أكثر عن الأساليب التربوية المختلفة وسمات كل أسلوب وتأثيره على شخصية الطفل.

إضافة تعليق

الخانات المحددة بعلامة * مهمة

راسلنا علي الواتس آب